ዳዕዋ ሠለፍያ በጊምባ ቱሉ አውሊያ 🇸🇦

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ أما بعد: فشكر الله لشيخنا أبي اليمان عدنان بن حسين المصقري حفظه الله تعالى زيارته ودعوته المباركة التي قام بها أثناء زيارته هذه الأيام فإنه زار الديار الحبشية مرارا وأطولها قبل فترة قام بزيارة مطولة مدتها نحو عشرين يوما فحصل فيها خير عظيم وزار المساجد في المدن والقرى وقام بالمحاضرات والدروس المباركات والمواعظ البليغات مع ما حباه الله سبحانه وتعالى من علم وفير وحفظ كبير وخلق جميل مع تواضع وحسن أداء ثم تكررت زياراته بعدُ عدة مرات في كل مرة ينزل فيها البلاد دعوة إلى الله ازداد الناس له محبة لما يرون من علمه وزهده وعبادته ونصحه وغيرته على الدعوة ورجالها وثباته على السنة ومنهج السلف وعلى ما كان عليه شيخه الإمام الوادعي رحمه الله وخلفيته شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى من الدعوة إلى الله على صفاء ونقاء وجرح وتعديل وتميز عن اهل البدع وأهواء .

واستفاد المسلمون عموما والسلفيون خصوصا استفادوا منه علما ومنهجا واسقامة وعبادة وعناية بالقرآن ونشاطا في الدعوة إلى الله.
وهذه المرة طلبنا منه حضور اجتماع أهل السنة والجماعة في الحبشة في مركز السنة قلطو ـ غمرو، بادر إلى الحضور والمشاركة وحصل بذلك نفع عظيم وقد حضر الإجتماع وشارك في الخير ثم زار المساجد والمدارس السلفية هنا وهناك وازداد الخير خيرا بإذن الله ونسال الله أن يحفظ شيخنا أبا اليمان وسائر مشايخ ودعاة أهل السنة والجماعة الذين ما نزلوا بلدة إلا اهتزت وربت علما وخيرا،
ونسال الله أن يحفظ رجال السنة ويبارك فيهم أينما كانوا وأينما حلوا .

ومن العجب ـ والعجائب جمة ـ أن تجد بعض الأغمار الذين لا يعرفون بدعوة ولا بعشر معشار ما يقوم به مشايخنا حفظهم الله وتجدهم ـ لا يقر لهم قرار ـ إلا وهم يطعنون ويلمزون ويغمزون في مثل شيخنا الهمام أبي اليمان الذي عرفه الداني والقاصي بما عنده من الخير والعلم والثبات ويزهدون فيه وفي علمه.

والله إن هذا من المصائب!

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة * وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم ُ

أقلوا عنهم لا أبا لأبيكم * من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا.

وبعضهم عبارة عن فرغ لا علم ولا حلم ولا دعوة ولا عبادة ولا صلاح وإنما يجلس في زاوية يطعن في المصلحين.

حاله حال المنافقين الذين ليسوا هو راضين عن أحد من المؤمنين.

قال تعالى: "الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" [التوبة : 79]
وروى الترمذي بإسناد حسن وهو في "الصحيح المسند " عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ، فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ، فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ ؛ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ؛ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ ". قَالَ : وَنَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا إِلَى الْبَيْتِ، أَوْ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَقَالَ : مَا أَعْظَمَكِ، وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ.

وليس أحد المشايخ او الدعاة معصوما ولكن " الدين النصيحة " *وفرق بين النصح لله والقيام لحظوظ النفس والبغي والحسد ومن العجب يعتبر هولاء المتهورون فتنتهم ومحاولة تشويههم للدعاة* إلى الله بل ويظهرون أن ذلك نصحا ودعوة وغيرة والله المستعان .
وقال الشاعر ـ ونعما قال ـ:
تصدر للتدريس كل مهوس * بليد يسمى بالفقيه المدرس .
وحق لأهل العلم ان يتمثلوا * ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هزالها * كلاها وحتى سامها كل مفلس.
وقال الشافعي رحمه الله.
ومنزلة السفيه من الفقيه * كمنزلة الفقيه من السفيه.
وهذا زاهد في حق هذا * وهذا منه أزهد منه فيه
إذا غلب الشقاء على سفيه * تنطع في مخالفة الفقيه .
والنصيحة لنا ولإخواننا المسلمين عموما بتقوى الله سبحانه وتعالى والعناية بالكتاب والسنة علما وعملا والإلتفاف حول علمائنا ومشايخنا والأخذ بتوجيهم والقيام بشؤونهم فإنهم بإذن الله سبحانه وتعالى أمان للأمة من الفتن المدلهمة وما هلك من هلك من أهل الزيغ والضلال إلا بسبب زهدهم عن العلم والعلماء والركون إلى الظالين والغشاشين للإسلام والمسلمين ونسأل الله لنا ولجميع المسلمين التوفيق والثبات إلى الممات والحمد لله رب العالمين.

كتبه على عجالة:
أبو قتادة عبد الله بن مزمل بن موسى الحبشي وفقه الله.