#أفضل_أيام_الدنيا
#خطب_عشر_ذي_الحجة
*📱 ⇲ عَلـ▼ـﮯ التِّلِجـرام ⇲*ُ
*➤ https://t.me/hat2222 ]*
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الَّذِي بَعَثَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَبَشِيراً وَنَذِيراً وَسِرَاجاً مُنِيراً إِلَى الثَّقَلَيْنِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَما بَعْدُ:
فَقدْ جَعَلَ اللهُ لِعِبَادِهِ مَوَاسِمَ لِلطّاعَاتِ يَسْتَكْثِرُونَ فِيهَا مِنَ الْعَمَلِ الصّالِحِ، وَيَتَنَافَسُونَ فِيهَا بِمَا يُقَرِّبُهُمْ إِلَى مَوْلاَهُمْ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
فَحَرِيٌّ بِالْمُسْلِمِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَى عِمَارَةِ أَوْقَاتِهِ فِي أَفْضَلِ أَيَّامِ الدُّنْيَا الَّتِي أَقْسَمَ اللهُ بِهَا؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَالْفَجْر وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر:1- 2]، أَيِ الْعَشْرِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ الْمُبَارَكَةِ عَلَى قَوْلِ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ,
وَقَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ:﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج:28]، وَجُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّهَا أَيَّامُ الْعَشْرِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ.
فَحَيَاةُ الْمُسْلِمِ زَاخِرَةٌ بَأَوْقَاتِ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَأَزْمِنَةِ التِّجَارَاتِ الرَّابِحَةِ، وَالْعِبَادَاتِ الْمَشْرُوعَةِ الْفَالِحَةِ، وَالْقَوْلِ الْحَسَنِ وَالسَّعْيِ الدَّؤُوبِ إِلَى اللهِ جَلَّ فِي عُلاَهُ، دُونَمَا كَلَلٍ أَوْ مَلَلٍ أَوْ فُتُورٍ أَوِ انْقِطَاعٍ؛
فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ - يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ- قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ، وَاللَّفْظُ لأَبِي دَاوُدَ].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
فَرْصَةٌ عَظِيمَةٌ أَنْ نَغْتَنِمَ هَذِهِ الأَيَّامَ بِالطَّاعَةِ، وَأَوْجُهِ الْخَيْرِ وَكَرِيمِ الْبِضَاعَةِ؛ يَقُولُ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ-رَحِمَهُ اللهُ-: كَانُوا -أَيِ السَّلَفُ-يُعَظِّمُونَ ثَلاَثَ عَشَرَاتٍ: الْعَشْرُ الأَخِيرَةُ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْعَشْرُ الأُوَلُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَالْعَشْرُ الأَوَلُ مِنَ الْمُحَرَّمِ.
وَعَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ : «أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا الْعَشْرُ – يَعْنِي: عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ – قِيلَ: وَلاَ مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: وَلاَ مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ عَفَّرَ وَجْهَهُ بِالتُّرَابِ» [أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ وَأَبُو يَعْلَى، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ].
إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ وَالإِيمَانِ:
إِنَّ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْهَا فِي غَيْرِهَا؛ فَعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنُّهَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلاَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ؛ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ هو» [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ].
لَقَدِ اجْتَمَعَتْ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ أُمَّهَاتُ الْعِبَادَةِ،
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ-رَحِمَهُ اللهُ- فِي الْفَتْحِ: «وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ السَّبَبَ فِي امْتِيَازِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ لِمَكَانِ اجْتِمَاعِ أُمَّهَاتِ الْعِبَادَةِ فِيهِ، وَهِيَ الصَّلاَةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَالْحَجُّ، وَلاَ يَتَأَتَّى ذَلِكَ فِي غَيْرِهِ» انْتَهَى كَلاَمُهُ.
فَيُؤَدَّى فِيهَا الرُّكْنُ الْخَامِسُ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلاَمِ أَلاَ وَهُوَ الْحَجُّ.
وَفِي هَذِهِ الأَيَّامِ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ؛ وَهُوَ الْيَوْمُ الثَّامِنُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ الَّذِي تَبْدَأُ فِيهِ أَعْمَالُ الْحَجِّ، وَيَوْمُ عَرَفَةَ؛ وَهُوَ يَوْمُ التَّاسِعِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمُ مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ، وَيَوْمُ الْعِتْقِ مِنَ النِّيرَانِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ إِلاَّ يَوْمُ عَرَفَةَ لِكَفَاهَا ذَلِكَ فَضْلاً؛ فَعَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ
#خطب_عشر_ذي_الحجة
*📱 ⇲ عَلـ▼ـﮯ التِّلِجـرام ⇲*ُ
*➤ https://t.me/hat2222 ]*
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الَّذِي بَعَثَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَبَشِيراً وَنَذِيراً وَسِرَاجاً مُنِيراً إِلَى الثَّقَلَيْنِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَما بَعْدُ:
فَقدْ جَعَلَ اللهُ لِعِبَادِهِ مَوَاسِمَ لِلطّاعَاتِ يَسْتَكْثِرُونَ فِيهَا مِنَ الْعَمَلِ الصّالِحِ، وَيَتَنَافَسُونَ فِيهَا بِمَا يُقَرِّبُهُمْ إِلَى مَوْلاَهُمْ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
فَحَرِيٌّ بِالْمُسْلِمِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَى عِمَارَةِ أَوْقَاتِهِ فِي أَفْضَلِ أَيَّامِ الدُّنْيَا الَّتِي أَقْسَمَ اللهُ بِهَا؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَالْفَجْر وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر:1- 2]، أَيِ الْعَشْرِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ الْمُبَارَكَةِ عَلَى قَوْلِ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ,
وَقَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ:﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج:28]، وَجُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّهَا أَيَّامُ الْعَشْرِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ.
فَحَيَاةُ الْمُسْلِمِ زَاخِرَةٌ بَأَوْقَاتِ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَأَزْمِنَةِ التِّجَارَاتِ الرَّابِحَةِ، وَالْعِبَادَاتِ الْمَشْرُوعَةِ الْفَالِحَةِ، وَالْقَوْلِ الْحَسَنِ وَالسَّعْيِ الدَّؤُوبِ إِلَى اللهِ جَلَّ فِي عُلاَهُ، دُونَمَا كَلَلٍ أَوْ مَلَلٍ أَوْ فُتُورٍ أَوِ انْقِطَاعٍ؛
فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ - يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ- قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ، وَاللَّفْظُ لأَبِي دَاوُدَ].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
فَرْصَةٌ عَظِيمَةٌ أَنْ نَغْتَنِمَ هَذِهِ الأَيَّامَ بِالطَّاعَةِ، وَأَوْجُهِ الْخَيْرِ وَكَرِيمِ الْبِضَاعَةِ؛ يَقُولُ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ-رَحِمَهُ اللهُ-: كَانُوا -أَيِ السَّلَفُ-يُعَظِّمُونَ ثَلاَثَ عَشَرَاتٍ: الْعَشْرُ الأَخِيرَةُ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْعَشْرُ الأُوَلُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَالْعَشْرُ الأَوَلُ مِنَ الْمُحَرَّمِ.
وَعَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ : «أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا الْعَشْرُ – يَعْنِي: عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ – قِيلَ: وَلاَ مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: وَلاَ مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ عَفَّرَ وَجْهَهُ بِالتُّرَابِ» [أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ وَأَبُو يَعْلَى، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ].
إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ وَالإِيمَانِ:
إِنَّ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْهَا فِي غَيْرِهَا؛ فَعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنُّهَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلاَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ؛ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ هو» [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ].
لَقَدِ اجْتَمَعَتْ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ أُمَّهَاتُ الْعِبَادَةِ،
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ-رَحِمَهُ اللهُ- فِي الْفَتْحِ: «وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ السَّبَبَ فِي امْتِيَازِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ لِمَكَانِ اجْتِمَاعِ أُمَّهَاتِ الْعِبَادَةِ فِيهِ، وَهِيَ الصَّلاَةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَالْحَجُّ، وَلاَ يَتَأَتَّى ذَلِكَ فِي غَيْرِهِ» انْتَهَى كَلاَمُهُ.
فَيُؤَدَّى فِيهَا الرُّكْنُ الْخَامِسُ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلاَمِ أَلاَ وَهُوَ الْحَجُّ.
وَفِي هَذِهِ الأَيَّامِ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ؛ وَهُوَ الْيَوْمُ الثَّامِنُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ الَّذِي تَبْدَأُ فِيهِ أَعْمَالُ الْحَجِّ، وَيَوْمُ عَرَفَةَ؛ وَهُوَ يَوْمُ التَّاسِعِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمُ مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ، وَيَوْمُ الْعِتْقِ مِنَ النِّيرَانِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ إِلاَّ يَوْمُ عَرَفَةَ لِكَفَاهَا ذَلِكَ فَضْلاً؛ فَعَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ