بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
فقد طالعت على عجل بعض الكتب المسندة في باب صلاة التراويح وقيام رمضان فتبين لي باختصار ما يلي:
*أحوال الناس في قيام رمضان*
قيام رمضان إما أن يكون في أوله أو آخره أو في الوقتين جميعا، في مسجد أو بيت، فرادى أو جماعة
فجملة الصور اثنتا عشرة صورة
١) القيام في أول الليل في مسجد وحده.
فعله بعض الصحابة زمن عمر قبل التراويح
٢) القيام في أول الليل في مسجد جماعة.
فعلوه زمن عمر قبل سن التراويح وبعده.
٣) القيام في أول الليل في بيت وحده.
عليه عموم حديث من كل الليل قد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٤) القيام في أول الليل في بيت جماعة.
عليه عموم مشروعية الجماعة أحيانا لقيام الليل كما حصل لحذيفة وابن عباس وغيرهما في قيامهم مع النبي صلى الله عليه وسلم.
٥) القيام في آخر الليل في المسجد وحده.
كان من فعل أصحاب الصفة
٦) القيام في آخر الليل في المسجد جماعة.
عليه عموم الدليل في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ببعض اصحابه جماعة أياما من عشر رمضان ثم ترك خشية أن يفرض.
٧) القيام في آخر الليل في البيت وحده.
عليه أكثر فعل النبي صلى الله عليه وسلم. وأحاديثه مشهورة متواترة.
٨) القيام في آخر الليل في البيت جماعة.
حصل لجماعة مع النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان تقدم تحت رقم ٤
٩) القيام في الوقتين أول الليل وآخره في المسجد فرادى.
١٠) القيام في الوقتين في المسجد جماعة.
هذا يسمونه التعقيب وردت فيه بعض الآثار عن بعض السلف زمن عمر وابن عباس.
١١) القيام في الوقتين في البيت وحده.
قد يؤخذ ما يدل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قام ثم نام ثم قام حديث ابن عباس في الصحيحين.
١٢) القيام في الوقتين في البيت جماعة.
عموم أدلة سبقت.
والمراد بجماعة المسجد سواء من كانوا تحت إمام المسجد العام
أو أمَّ بعضهم بعضا في المسجد ولو كانوا بإمامة غير إمام المسجد العام.
وما من صورة من الصورة إلا وتجد عليها من أدلة عامة وآثار وعمل بعض السلف ما يرشد إليها وإنما الاختلاف في كثرة الأدلة وظهورها من ضد ذلك،
*والصورة المسئول عنها* هي الرابعة والثامنة والثانية عشرة
والأثر المذكور عن عائشة يدل على الجواز
*وأكثر فعل السلف* للصلاة في البيوت جماعة فيما إذا كان جماعة بيته من أهله وأولاده وكان ذلك أنشط لهم ولا سيما في آخر الليل يعلمهم ويتعهدهم.
ولا بد من اعتبار أن الأخذ بهذه الصورة لمن لم يكن ذهابه للبيت رغبة عن سنة المسلمين وإنما فعله قصدا لمزيد التعبد وطلب روح العبادة وراحتها.
*ومذهب الإمام أحمد* أن الصلاة مع الإمام حتى ينصرف أحب إليه وأن يصليها جماعة في المسجد مع الإمام لأن عمل الناس عليه، ودليله حديث أبي ذر مرفوعا من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة.
*وحاصل أنظار العلماء في الاختيار والترجيح لإحدى هذه الصور ثلاثة اتجاهات:*
*الاتجاه الأول*: الترجيح باعتبار ظواهر الأحاديث وما دلت عليه.
*الاتجاه الثاني*: الترجيح باعتبار عمل أكثر المسلمين.
*الاتجاه الثالث*: الترجيح باعتبار حضور القلب وخشوعه وأثر العبادة على العابد.
*هذه نقاط عريضة* يمكن أن يتفرع عنها بحث واسع
وسرد الأدلة والآثار في مواطن النقاط السابقة يضيق عنه الوقت ولا سيما مع قدوم عشر الاعتكاف تقبل الله منا ومنكم الطاعات وغفر الزلات.
*والذي أختاره* أنه ينظر في أمره فإن كان ينشط مع الجماعة ويفتر وحده فيعمل بسنة المسلمين من الصلاة جماعة وطلبا لحديث من صلى مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة.
ومن كان معتادا على طول قيام ويخشع أكثر ويجد قلبه وروحه حين يصلى في بيته فالذي أختاره له أن يصلي وحده وقد كان عمر وابن عباس وجماعة من الصحابة والتابعين يختارون قيام الليل في البيوت لهذا المعنى
قال عمر والتي ينامون عنها أفضل
وكان يمر بهم وهم يصلون وينصرف إلى بيته.
وكان عكرمة يصلي مع الناس ثم يرجع ليوقظ ابن عباس في بيته فيقوم ويصلي وحده، وكان شيخنا الوادعي رحمه الله يصلي أكثر رمضان وحده في بيته وإنما يخرج بعض الليالي الوترية من العشر، وكان المسجد يكتض بالطلاب في قيام الليل خلف إمامهم ولا ينكر عليهم.
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب أبو عبد الرحمن فتح بن عبد الحافظ القدسي، لعشر بقين من شهر الله الفضيل شهر الصيام والصبر شهر رمضان ١٤٤٤.
مسجد المجاهد تعز من بلاد اليمن الميمون حرسها الله.
https://t.me/alfraid1